عاتي البركات محاولة لقراءة نقدية لمجموعة (صاحب الحروف الاربعة)
التقيته صدفة في مكتبة الطليعة قبل عام خلا ، كان شاحبا ، ناولني بعد التحية مجموعته او بالاحرى روايته نبؤة الغيوم ، حملقت مستطلعا تقاسيم وجهه ابحث عن سر عينه متوهما بأني سأستقرأ على عجالة بعضا من مكامنه لم ألحظ سوى اصابع يديه الكبيرتين كان متمرسا بالحزن يتفجر خلقا وادباء كتبت قراءة نقدية متواضعة لاادري ان كان قد اطلع عليها عن تلك الرواية مبينا ان تجربة الرجل الشخصية اثرت كثيرا ولاصقته في كل اعماله ، عاتي البركات بطلا من ابطال الفيضانات حينما تغرف اطراف اوروك وصعلوكا غنى لوطنه وهو يتدثر عنه في دفيء ويسافر من المحيط الاطلسي حتى الهادي يبحث عن وطنه على اجنحة الطائرات او عن جيش يأتي به من يأجوج ومأجوج او يعيله طاغية آخر.
عاتي في مقاربة لواقع الحال يرسم في مجموعته الشعرية صاحب الحروف الاربعة لافتات داخلها بعناية ولوحات رسم لها سهما تعود اليه ولاتستقر حوله
صاحب الحروف الاربعة عن مركز الحضارة العربية في القاهرة صدرت المجموعة الشعرية وهي من قصائد الانتماء ، لغة اخرى يسكنها عاتي في فجيعته تؤكد لنا هذا اللبس لدى بعض المفكرين العرب المتغنين بمجد لن يأتي وحب لوطن دون الانسان حتى اضحى حب الوطن فوق حب الله.
نوه شاعرنا على انه اغفل تاريخ قصائده لأن لاقيمة للتاريخ بعد احتلال العراق ولاندري لماذا آرخ لنا قصيدته التي كتبت في كيوتو اليابانية ربما يذكرنا بقنبلة هيروشيما؟!.
لااشك قيد انمله بأن ذي الحروف الاربعة اما(عراق)او(عاتي)وقد سلمت المجموعة من شرف الاهداء لأن يقين شاعرنا مازال يلهث في ارض العراق . ارض الرجال ليبحث عن ضحية تنال وحدها الاهداء
1- اليابان،مدفوعا بأحزانك...
انا نحبك..
نعشق على الضمأ على الجوع..
على الذل..
على القهر على الموت نهارك..
في نص(رفض)لافتة كبيرة لأكثر من مسؤول او وزير واكثر ضراوة هذا الرفض في المطلب او الامتياز فوق جرح الفقراء يقول في هذا النص اكثر من وزير اعلن عن رفضه لوزارة الثقافة واكثر من وزير مات على حروف وزارة النفط وفي قصيدة اعصار او لوحة اعصار لفته متميزة تسجل لعاتي البركات ولهذا الحس المنبثق منه وفيه وهو يقول:كانت الشماعية بين المجانين الرؤم جنوب شرقي بغداد لكن مجلس اعمار العراق الجديد وبكامل قروض الدول المانحة شيدها...على مساحة قدرها 435052 كليو مترا مربعا لوعة اخرى وحزن اخر لاينتهي بأخر قصائد المجموعة بين رفض الاحتلال ورموزه دون ذكر اسباب الاحتلال فلربما ادرك(البركات)ان روايته نبؤة الغيوم قد اتت اكلها في نفوس قراءة . محاكمة لشخوص يعرضهم عاتي البركات لكن الحق انه لم ينصف وجاء اجماليا مستخدما(كل)فهو يكفر بكل الرموز ص25 عندما يقول:(نكفر بكل الداخلين الى المنطقة الخضراء).
بينما في لوحة(القرار الشجاع)كان معبرا عن انتماءه الازلي لوطنه رافضا وحانقا على حال دجلة والفرات ، ممجدا ورافضا كما هما ابتلاع الاجساد المغدورة المعصوبة العيون يقول:"بأن المياه لن تقبل الاجساد المكتوفة الايدي والمعصوبة الاعين تريدها احياء لتمنحها كل ماتملك من الاوكسجين !؟..
في قصيدة موا....طنين تتغير فلسفة عاتي البركات وتظهر انعطافا يقول:
نتمنى ان يرفع الوزراء الملتحين هذا الطنين الذي يعكر علاقاتهم بأميركا وحتى الموا......الذي يزعج اسرائيل..!
الخلاص
- ان القصيدة عند عاتي البركات ليست طريقا للتصالح مع الاحباط او الحزن بل جاءت ممزوجة بين الحزن الشخصي وارهاصات المنغى وبين الصدمة من نتائج الفجيعة
- غابت المجازية وطغى التشخيص والتقديرية في لافتات او لوحات عاتي البركات صاحب الحروف الاربعة .
لقد كانت قصائده احتجاجا وصراخا ضد دمار وطنه وماخلفه الاحتلال وما احدثه تارة واحباطا وامنيات تارة اخرى رغم ان الشاعر لم يظهر رمزا لألمه المنفوي
- ان مأساة عاتي مؤلمة اختصرتها مواويله كما في(ياحسافة)لقد جاءت المجموعة متأثرة بالادب الثوري.!!!
- نداءات متتالية لاهثة مليئة نجيبات الامل انه لم تكن لوحات لظلال هاربة! لاادري هل من الانصاف تأكيد القول من ان الشعراء اطفال لايكبرون ؟؟
- ان احساس المتلقي وهو يتصفح مجموعة عاتي البركات صاحب الحروف الاربعة.يؤكد اليقين بأن المبدع التصق بلحظة ضعف معينة بكل ماجاء في طلبات المجموعة فلم يترك لنا عاتي البركات خيارا ونحن نتصفحها من انه برهن ان ما قاله ممن سبقه كأبن رشد والطوسي عن(علة وجود المتشابه).
وعلى اي حال تفهم تلك المقاربة من مجموعة عاتي الشعرية الا ان الاكيد انه اضاف عنوانا اخر لمنجزه الادبي سواء اتفقنا معه ام لم نتفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق