قطتان !!
قطتان وكرسيان مكسوران وشجرة كالبتوس وجدارية كتبت فيها مواعظ للمراجعين بالصبر كانت فيها صورة ضخمة يستقبل بها الزائر عندما يدخل هذه الدائرة التي
شيدت بطريقة عشوائية أشبه ببيوت التجاوز فليس هناك تنسيق بين غرفها كافة وتبدو للوهلة الأولى أنها مؤسسة أمنية ذات دهاليز
وممرات مظلمة ولعل لون ستائر شبابيكها القاتم أضفى جوا من الضبابية على الدائرة ...
هذه الشمعات لم تبدل منذ مايقارب الخمس سنين وتلك المروحة الجدارية صافنة استوطنتها العنكبوت والذباب المهاجر فـــــــي مدخل الدائرة..هناك مواد سكراب لكنها تبدو نظيفة فعامل الخدمة (المؤقت) (الحاج راضي) لم يترك مكانا بدون مسح أو ترتيب وذات مره قال :أنا على استعداد لتنظيف حتى ملابسكم القذرة ،أما الموظفات فهو جدير بالتعامل معهن في كل الأوقات فهوايقدم (الكباب ) مع الشاي من مطعم مقابل هذه البناية بأسعار مدعومة يقال أن المؤجر ذونفس ديني رغم اكتشاف أن مطعمه يقدم القطط (البزازين)في ثمانيـــنات القرن المنصرم ...يقسم هوان الأمر دبر بليل وأن جهات أمنية أرادت الإيقاع به فدبروا له هذه اللعبة القذرة كان فاهم يعمل سائقاً فـــي المطعم قبل إن يصبح موظف في هذه الدائرة وكانت بحوزته سيارة (OM) أجهل سبب تسميتها بهذا الاسم رغم أن الحاجة (فضيلة) تسميها الأمانة ألا أن فاهم زاد شأنه بعدما قتل ولده في الحرب ونال مبالغاً كبيرة إضافة لحصوله على بيت جديد وسيارة متطورة مما جعله يجلب مهاجراً مصرياً للعمل بسيارته فكان (فؤاد) وهذا اسم المهاجر لطالما يذهب بها إلى قرية للغجر ويعود عند الفجر فينام في النهار في فندق بائس جعل فاهم يضطر لسحب السيارة ـــ ـــ وبيعها على(مهند) هــــــذا الشاب ضخم البنية ورغم أنه أجرى عمليات كثيرة لإصلاح مؤخرته إلا انه يمارس الشذوذ وفي كل يوم يجتمع حول عشرات الصبيان والمراهقين ويمارسون معه اللواط حتى الصباح فيما يذهب بعد ذلك إلى اقرب جامع ويصلي الصبح ويعود في اليوم التالي لشــــذوذه المستديم ...
مهند نال قسطاً من ارث قديمٍ جعله في مقدمة الأتقياء والصالحين وفاعلي الخير بعدما شطف نفسه من براثن الماضي كما يقول ويردد أنا تبت من الرذيلة بهذه العبارة سمعت مسؤولا كبيراً يقول :أنه تاب من فعل الخير لأنه اكتشف أن الا نسان يجب أن يحتقر الآخرين حتى يحترموه فهو يزعم أن أبناء قريته لم يكن لهم الفضل بفوزه في انتخابات مدينته المحلية ولهذا كانوا يضايقونه باستجدائهم كما يقول ..
سمعنا يوماً أن المصري المهاجر وجد مقتولاً بنهر زراعي قديم بعد أسبوع من اختفائه في قرية الغجر كما تقول صاحبت الشاي تلك السمراء التي كان يراودها ويمارس معها علاقة جنسية متميزة كما ذكرت ذلك لضابط التحقيق فهو يعمل معها كما يفعل أبطال السينما المصريين مع الجميلات في أفلام الإباحة التي كانا يشاهدانها في منتصف النهار بعدما يجلس من نومه في الفندق البائس يقول( جمال) هذه المرأة العانس أشبه بالجاموسة الهائجة نادراَ ما تغتسل حتى أيام دورتها الشهرية لهذا كانت رائحتها نتنه ومع ذلك فالشيوخ الصبيان معها في العمل يجتمعون عليها كالزنابير وهي تحرك مؤخرتها يميناً وشمالاً لإثارة شهوتهم ومع أنها ملتزمة وليس لديها علاقات عاطفية كثيرة الا أن سمعة والدتها جعلت شباب المنطقة يعزفون عن الاقتران بها ورغم أن جمال يعرف كل أسرارها فوالدها يعمل سائق تكسي في الطرق الخارجية كان يقود سيارته ثملاً حتى أيام الحروب وذات مرة مات في حادث اصطدام بسببه عشر ة أشخاص اضطره لبيع البيت الذي يملك لتسديد المبالغ التي أرغم على دفعها ديات للموتى .
يقول :انه فكر بمضاجعتها عندما رآها تنام على السطح وحدها لكنه خاف على سمعته من هكذا أفعال فهو ابن مجتمع عشائري!! ويصف الحال بالقول أن والدها اخبره أن زوجته مريضة وطلب مساعدته بإيصال الدواء إليها لكنه نسي إيصاله لها الا بعد العشاء وتذكره في محل الحلاقة الذي يعمل به فعاد مساءً إلى المحل واخذ العلاج وحين طرق الباب لم يأت له أحد فاضطر لدفعه ودخول (الحوش) لكنه لم يجد زوجة صاحبه واهتدى اخيراً أنهما ربما على سطح المنزل فشاهدها بوضع لم يمتلك أعصابه بمشاهدتها وهي عارية الصدر وقد نامت بملابس شفافة يقول ذلك تذكرت هذا الموقف وان أشاهدها ترتدي (صدرية ) وتتحدث ضرورة شد الجسم لان هذا حرام بكل المقاييس .
في غرفة الحسابات المجاورة سمعت لغطاً ومشاكسة تبين أن الموظفة تريد السفر خارج البلد لكن مسؤولها المباشر لم يوافق على إجازتها لعدم توفر بديل عنها وهي لم تتراجع عن طلبها وأبدت تذكره بماضيه الأسود كما تقول باعتباره واحداً من أجهزة الأمن والمخابرات السابقة وإنها على استعداد لإثبات تورطه بجرائم عديدة راح ضحيتها عشرات الأبرياء ورغم أن المجموعة الكبيرة من الموظفات يجلسن جلسة دائرية حول المائدة الصباحية التي يجمعنها من بيوتهن ومن ثم يمارسن الصلاة والقال والقيل وهنا في الحقيقة ليس لهن عمل واضح مجرد عناوين وأسماء لامعنى لها ومع هذا يكلمن كثيراً عن نجاحاتهن في إدارة البيوت وتكلمهن عن أعمال قمن بها دون ذكر المساكين أزواجهن فمثلا زوجتُ ولدي وبنيتُ هذا البيت واشتريتُ طباخ و......بعضهن لاتتحرج بان ملابسها الداخلية أوربية اتى بها زوجها المهاجر في آخر مرة واشعر معهن إلى الأبد وتضحك بحشرجة مما تجعل صاحبتها تعطيها نصف كاس ماء فالدائرة بدون ماء منذ شهر كامل لوجود صيانة في مشروع الماء الكبير ..
جمعتُ أوراقي التي في المحفظة دخلتُ لموظف العلاقات فأعطاني إذن مقابلة المدير في أي وقتٍ وحين أومأ برأسه بالإيجاب عدتُ إلى الكرسي الوطيد في الاستقبال وجلستُ وأنا قلق من السقوط رمقتُ من الشباك إن هناك قطتان رماديتان مازالتا قرب الباب كأ نهما تنتظران خروجي أو قدوم غيري أخذت بعضي ومضيتُ إلى حيث يكونا ‘كانت صدمتي كبيرةان هذه القطط لمكافحة التجسس والهجوم بالعبوات اللا صقة أتي بها من أجهزة الأمن ومكافحة المخدرات والشغب عندما كان البلد محتلا هكذا افهموهم وافهموني قبل أن يغادروا الدائرة ومنذ ذلك الحين يقدمون لهم الأكل والشرب متمنياً أن لا يغادرا المكان فبوجودهم يحس الجميع بالأمان والحنان !! بينما ترى (حسنة ) الموظفة الوحيدة أنهما مصابان بالجن أو الايدز وان المحتل وضع في رؤوسهن (شريحة ) أو عقل الكتروني لتحديد المواقع والتنصت على أجهزة المسؤولين أو ربما هما قطتان محليتان جاء بهما الجوع إلى المكان عندما كان الأجانب به ولكونهم يحترمون حقوق الحيوان قبل الإنسان اهتما بهما وافهما الآخرين أنهم من أجهزة مكافحة المخدرات أو الرعب حتى يعيش الآخرين مرعوبين ابداً وتعيش القطط على حساب أحلامهم وأمانيهم بيوم آمن من القطط والتجسس ..غادرتُ المكان وانا اتابع نظراتي إلى الخلف لم أرَ أي شيء يثير استغرابي سوى أني لمحتُ خلف الباب كاميرة تتحرك ربما لرصد الملغومين اولتصوير حركة القطط اوربما لتسجل خطواتي ــــ لستُ أدري ــ ؟
Najem_aljabire@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق