أكون متلاشيا ان لم أتخذ طريق الحداثة والجدل
بلا شك تظل الكتابة عن أديب مبدع وبارع مثل زيد الشهيد شيئا صعب المنال إذ لايمكن ان تفي الكلمة حق مبدع مثله ،او حتى يمكن ان تتماهى مع نزر يسير من لواعجه التي صبها في بوتقة الأبداع قصا وشعرا ونثرا وحتى ترجمة كي يتناولها القاريء ويتشرب بها ويسبر أغواره دون ان يعرف البعض الحد الأدنى من المعاناة الهائلة التي يغدقها الأديب من عصارة تجاربه وحالات السعي لرصد الذات وصنع الكينونة التي يرسمها بفرشاته ويطرزها بألوانه فنا أصيلا ورائعا..لكننا هنا حاولنا عبر محاورنا المبدع نجم الجابري في مجاراة العزيز زيد الشهيد وأصطياد الاجابات المتاحة في زمن بات من السرعة بحيث يجعلك كما قال شاعر المراثي ( ريلكه)أسرع الكل زوالا...( نافع الفرطوسي)
- انت متهم ؟
- بريء أنّى تثبت إدانتي
- تهمتك انك لم تف لأياد بيضاء مدت اليك ؟
- المهم ان تكون بيضاء .. بعدها لا تأثير لي عليها
- في سراويل امك رأيناك فوق الأشياء ، وفي غرفك المعلقة كنت في سرداب انتظار..فماذا تقول ؟
-هكذا هي دواخل الخلاق ..في ارهاص دائم ، في هيجان لا يدنو من الأستقرار ..الأستقرار موت للمبدع ..فوق الأشياء أو في سرداب ، في الخضم أو فوق الأنسياب ما ابغيه هو الأحتراق الدائم لأنتاج ثمر ضوئي حتى لا انتهي جذعا ميتا تصطدم به أو تركله أقدام المارة في طريق التقدم البشري .
- ديلان توماس قرأ قصائدك القصصية قبل ان تولد فهل ولدت بعد موته ؟
- الأبداع والخلق والأنوجاد صفات تتوالد مع ارحام ..وما الأسد الا خراف مهضومة ، وكل ما كتبه توماس كان تناصا للذي قبله ، وما اكتبه انا تناصا لتوماس وغيره القادمين من حقب بعيدة أو قريبة .
- انت مع الحداثة والجدل أم مع زيد الشهيد ؟
- مع كليهما ..اكون متلاشيا إن لم اتخذ طريق الحداثة والجدل ..وكل ما كتبته يقتفي مذهب الحداثة .
- قصتك القصيرة فازت بجائزة أيام النظام البائد ، هل كنت مع القصة ام مع نفسك ؟
- نفسي تتجول في طرقات عديدة صنعتها وعبدتها من قراءتي الهائلة للكتب ومتابعاتي لكل ما يصدر وما تصله ذائقتي القرائية .
- يتهمك اصدقاؤك أنك تجريدي ، هل كنت شيوعيا ؟
- لم ادنو من الشيوعية تنظيما ، لكنها كأي مسار حلمي لإنقاذ الأنسانية من براثن العتمة ، وكأي فكرة تبغي قطف فاكهة النور لتضعها بكف الأنسانية المعذبة تستهويني ، أما عن التجريد فأقول انني فعلا تجريدي في كتاباتي لأنني مللت الكتابة التقليدية ، والتجريدية استعراض لمكانتك اللغوية في المنتج وقدرتك على تخطي الصور التي تأتي باهتة من كثر ما استنفذت . ادري ان روايتي (سبت يا سبت ياثلاثاء ) تجريدية وستتعب القاريء أو يرميها من أولى الصفحات لكنه سيستعذبها إن صبر قليلا وسيجعلها دليلا هاديا لسبك لغة قوية له تميزه عن الآخرين إن اندفع يمارس الكتابة .
- زيد ، قلت في موضوع سابق أن المرشح لمنصب رئيس اتحاد الأدباء أن تكون لديه ثلاثة اعمال لهذا وضعت اسمك قبل الآخرين وكنت الوحيد من لديه ثلاثة أعمال ، ولم تشر الى بعض الأصدارات ؟- ما أريده لمن يتلقى منصب رئيس الأتحاد هو أن يكون صاحب مؤلفات وهذا لا غبار عليه ، أما وضع اسمي فليس من باب التفضيل إنما من عداد من له مؤلفات ربما أكثر من غيره اللهم الا الروائي عاتي البركات وقد سقط اسمه سهوا في المقال أنا لدي خمسة مؤلفات منشورة لكني لم أذكر الا ثلاثة ..لن يخطر في ذهني ولن تراودني فكرة الترشيح لمنصب رئيس الأتحاد مطلقا ..هذا مستحيل .
- في غربتك ادعيت انك مضطرها ، وانك على وشك الأعتقال ، هل اعتقل زيد مضطرا في الفضاءات المختنقة ؟
- الفضاءات المختنقة تخلق ابداعا قلقا يكون فيه الرقيب الداخلي متسيدا لذلك وفي زمن الحصار الذي دام ما يزيد عن العقد لم يكتب القصاصون أو الشعراء ما يشير اليه ويعرضوا المعاناة الا أنا الوحيد ، وعندما نشرت وتسلسلت كتاباتي في الصحافة ضيق علي وكنت على وشك الأعتقال في العام 1998 لولا هربي من العراق .اقرأ مجموعة حكايات عن الغرف المعلقة وستكتشف شجاعة القصص .
- انت تهتم بالشباب المبدع وهذا نلاحظه ولكننا لا نلحظ ابداعا تهتم به الشباب ؟
- نحن في فترة متخلخلة .. الشباب خرجوا من عنق الزجاجة بعد التحرير ليجدوا انفسهم في فوضى قد لا تنتهي الا بعد اعوام عشر .وأنا اخاف على الشباب اليوم من الأبتعاد عن الأدب مؤرخ مشاعر الناس وانفعالاتهم غير أن الأدب لن تتصحر ارضه فسترى من يظهر حاملا لواء العشب والحياة المخضوضرة للأبداع .
- ماذا تسمي هؤلاء ؟
اتحاد الأدباء : نشاط ومثابرة
صحف المحافظة : اثبات وجود مثار للفخر رغم التأسي والمعاناة
نهر الفرات : ذاكرتنا
نخل السماوة : تأرخة عشقنا الأبدي
- ماذا ترى في :-
فوزية الجابري : ناقدة هائلة أكثر منها استاذة لكنها تصر على العكس
يوسف المحسن : شاعر مجيد وصاحب عمود وناقد يمكن ان يصبح بؤرة نور نقدية ، رغم كل هذه الصفات سرقته كواليس التلفزيون ويبدو انه ارتضى هذه السرقة .
عاتي البركات : روائي وقاص نحت نصبه الأبداعي بأظافره
طريق السماوة - الناصرية : طريق التوجه نحو ارث المسيبيتيميا العظيم آثار الوركاء : حزن كلكامش في عدم تحقيق الخلود الدنيوي لأبناء جلدته ..حلم ضائع اتمنى ان نجده مشتل الغربي : الرئة الصحية الوحيدة لجسدنا الأجتماعي السماوي
- من هؤلاء ؟
مفلسين بأنتظار اعلان : بعض صحف السماوة يدعي مرجعية : ...........
وجود خلاف الوجود : ما اكثرهم طائر يبحث عن صياد يرديه صريعا : ........
يظن ان السلحفاة تقتل الجن آخر المطاف :
الواهمون
- لو لم تكن زيد الشهيد فماذا تكون ؟
- غيمة بيضاء في سماء زرقاء
- يقال أن القصة القصيرة ابنة للحكايات القديمة .. أن كان هذا صحيحاً فقصيدة النثر ابنة من ؟
قصيدة النثر ابنة الحاجة .. لا يولد شيئاً إلا لحاجة تطلبه .. أليس الحاجة أم الأختراع وعندما اوشك الشعر الحر على الأحتضار كان لا بد لقصيدة النثر ان تأخذ مكانها الحاجوجي وتصبح اثيرة لدى الخلاق الذين يرون فيها مسلكاً لحاجاتهم الإفضائية .
- ماذا يعني لك :
- كونفشيوس تعاليم انسانية اخذت فطبقت ، فنجحت .
- ديكارت فلسفة تدعو إلى التفكير الدائم لا إلى الموت في غياهب العتمة السكونية .
- طاغور شاعر كوني .. سبق دعاة وحدانية العالم .
- شالرز ديكنز روائي استطاع بسخريته وتناوله لمعاناة الطفولة في مجتمعه الأنكليزي ان يخلق نظاماً تربوياً هيأ للأطفال عوالمهم المبتغاة .
- ماذا قرأت للطيب صالح ؟ وأين تضع جبران ، غادة السلمان في رفوف الأنتضار ؟
الطيب صالح لا يعرف إلا من خلال روايته " موسم الهجرة إلى الشمال " التي طغت على كتاباته " عرس الزين " و " بندر شاه " و " دومة واد حامد " وغيرها ، وجبران كاتب معروف عالمياً أقتبست منه مقطعاً من رسالة يبعثها إلى محتضنته " ماري هاسكل " يقول فيها : ( أية هناء كانت تجيئني - يا ماري - عندما كنت اسمع الناس يمتدحون نتاجي ... أما الأن فأن المديح يحزنني حزناً غربياً ، لأنه يذكرني بأشياء لم احققها بعد . " أما غادة السلمان فهي الكاتبة العربية الوحيدة التي تحلت بشجاعة التمرد على واقع عربي بائس فأنتجت رسائل تحدي كبيرة ولم تخف .
- زيد ! .. بحيرة ساوة ماذا تتمنى لها ؟
- بحيرة ساوة رئة أخرى لإنساننا السماوي .. أتمنى ان اجلس عند زرقة مائها لأكتب نصاً أفي به حق هذه الهبة الإلهية لمدينتنا والتي لا نولها اعتباراً .. ما أكثر الهبات .. ما أبلد النفوس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق